تراتيل من رعية طرابلس البلدة
تراتيل من رعية طرابلس البلدة وبعض اخبارها
الجمعة، 7 ديسمبر 2018
الاثنين، 30 مارس 2015
كنيسة القديس نيقولاوس
كنيسة القديس نيقولاوس
حي النصارى في طرابلس يشكل مجمعاً أثرياً
مسيحياً حيث تتجمع عدة كنائس،
أقدمها كنيسة مار نقولا للروم الأرثوذكس
التي كانت في الأساس مصبغةً لأسرة طرابلسية مسلمة
تنازلت عنها وحُولت إلى كنيسة عُرفت بكنيسة
السبعة، وجرى تأسيسها عام 1809 م.
1- كنيسة
مار نيقولاوس:
وهي
أقدم الكنائس الأرثوذكسية في طرابلس.
وبناؤها القديم كان في موضع غير موضعها الحالي اليوم؛ ذلك أنّها كانت ملاصقة لجامع الأويسية من الجهة الغربية[2].
وقد ورد ذكرها في سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس منذ تاريخ 1077هـ/1666م[3]. ويبدو من طراز بنائها أنّها قديمة تعود إلى العهود المملوكية.
فهي كنيسة صغيرة لا تزيد مساحتها عن عشرين
متراً تقريباً، وهي عبارة عن عقد واحد.
وكان
بناء الكنيسة القديمة قريباً من سكن الأرثوذكس في طرابلس.
وفي القرن التاسع عشر، وبعد أن أصبح تجمّع الأرثوذكس في مناطق التربيعة وحارة النصارى، بدت هذه الكنيسة بعيدة عن أماكن سكنهم.
فاجتمع رؤساء الطائفة، وارتأوا تغيير موضعها، وبناء كنيسة جديدة، عوضاً عنها، وأرسلوا بطلب الإذن بذلك من الدولة العثمانية. وقد وافقت الدولة على ذلك وصدر في العام 1809 فرماناً بالموافقة، في مدّة ولاية يوسف باشا الكنج على طرابلس، ومتسلميّة علي بك الأسعد المرعبي[4].
وبناء على ذلك تمّ الاتفاق بين النصارى والمسلمين من أبناء المدينة، على استبدال الكنيسة القديمة بمصبنة في محلة التربيعة، كانت في الموضع نفسه الذي أقيمت فيه كنيسة مار نيقولاوس التي نعرفها اليوم في شارع الكنائس. وبوشر ببناء الكنيسة في العام 1809.
أما الكنيسة القديمة التي كانت ملاصقة لجامع الأويسية، فقد تمّ تحويلها بعد أن آل أمرها إلى المسلمين، إلى مصلى عُرف بجامع السروة[5]، ثم صار إلحاقه بجامع الأويسية بإزالة الحائط الفاصل بينهما، وهو اليوم يشكّل جزءاً من جامع الأويسية، ويمكن تمييزه عنه لأن أرضه ما تزال مرتفعة نسبياً عن أرض الجامع. وقد روى لنا السيد عبد الله غريب في تاريخه المخطوط تفصيل بناء هذه الكنيسة.
ولا بأس في نقل روايته هنا، لنقف على ذلك الشعور النبيل الذي أحس به بعض وجهاء المسلمين في طرابلس تجاه إخوانهم النصارى، فارتفعوا فوق مستوى الحزازات الطائفية، وبذلوا ما في وسعهم لمساعدة إخوانهم على إنجاز بناء كنيستهم، فسطّروا بذلك صفحة رائعة من تاريخ الإنسانية والمحبّة والإخاء.
وإليك رواية عبد الله غريب بنصّها الحرفي:
"صدر الفرمان السلطاني ببناء كنيسة مار نقولا على مساحة أقلّ من مساحتها
المبنية، وعليه زادوا على البناء المأذون به من السلطة مساحة هيكل مار جرجس الذي بيسار
الكنيسة.
وإذ رجل فاسد الأخلاق من بيت دده[6] ذهب لعند الحاكم ووشى له على أبناء طائفته بأنّ مساحة الكنيسة هي أزيد من المساحة المأذون بها بموجب الفرمان.
فغضب الحاكم وقرّر أن يحضر بذاته لمحل بناء الكنيسة ويحقق بنفسه عن هذا التعدي ضد الفرمان. فشعر المرحوم جد جدي إلياس غريب بهذا الأمر؛ فحالاً إجتمع بحضرة المفضال الشيخ المرحوم رشيد الميقاتي، وأخبره القضيّة بأنّ أحد سفلة الطائفة الأرثوذكسية من بيت دده، فسد على الطائفة للحاكم بخصوص بناء الكنيسة وترجاه بأن يدبّر الأمر بما يرتئيه من الحكمة وحسن التدبير.
فطيب خاطره ووعد بأنه "أي الشيخ" يحضر مع الحاكم للكشف على الكنيسة، ولكن إذا اقتضى الأمر، والضرورة أحوجته لشتم المعمارية ومسبّتهم وإهانتهم لا أحد يزعل منه، بل يكون ذلك لسياسة حيث يقول المثل: "تعال ضدي وخلّصني، ولا تجي معي وتشركلني".
فثاني يوم حضر الحاكم ومعه الشيخ وبعض أرباب الحلّ والعقد للكشف على الكنيسة. فتناول
التحقيق الشيخ وحده وانتهر المعمارية قائلاً لهم:
يا كفّار،
يا قليلي الحياء، أنا كنت أعطيتكم حبالاً قياس الكنيسة، أين هو الحبل؟ فابتدأ المعمارية
يتظاهرون بالتفتيش على الحبل، فوجدوه بحوذة الماء.
ومن عادة وطبيعة الحبال إذا وضعت بالماء، تنكمش ويقصر طولها. فأخذ الحبل وقاس مساحة البناء، ولّما رآها مقصّرة قليلاً لوجودها بالماء، التفت نحو الحاكم ووشوشه في أذنه، بأنّ المسيحيين ما زادوا على المساحة المعطاة لهم، ويبنوا ضمن المأذونية الممنوحة لهم.
ثمّ التفت نحو المعمارية والعملة صارخاً بهم، يا ملاعين إياكم ثم إياكم أن يخطر على بالكم أن تزيدوا شبراً واحداً عمّا هو الحبل.
وانصرف الحاكم ورجال الحكومة، وكُمّل بناء الكنيسة بهذه الصورة، أربع هياكل أي خلافاً لبناء الكنائس التي جميعها مبنية من ثلاث هياكل. وأمّا هيكل مار جرجس فهذا هو الزيادة، ولا بأس من بيان تاريخ هذه الكنيسة فأقول: كانت الكنيسة المختصّة بالطائفة الأرثوذكسية هو جامع السروة الكائن في محلّة الصاغة على شمالي طلعة القلعة.
وكانت هذه الكنيسة ضمن البيوت الإسلامية، منفردة عن حارات النصارى، سيّما أيام المواسم والأعياد الإحتفالية. فصارت كأنّها في منعزل عن المسيحيين.
وحصل نوعاً ما ضيق وحجز حريّة في إقامة الحفلات. إرتأت الطائفة أن يصير المبادلة بين الطائفتين الإسلامية والأرثوذكسية.
فالإسلام استلموا الكنيسة وجعلوها جامعاً بعدما إستلمت النصارى محتويات الكنيسة من أيقونات وخلافها، واستلمت مصبنة وعمّرت في أرضها كنيسة مار نقولا.
وبذلك أصبحت المصبنة كنيسة والكنيسة جامعاً. وأوّل طفل إعتمد (عمّد) في جرن معمودية كنيسة مار نقولا هو جدي عبد الله غريب، وأول طفل إعتمد في جرن معمودية مار جرجس هو كاتبه عبد الله غريب، فهذه صدفة من أحسن الصدف"
اعداد
جومانة بغدادي
مزار سيدة يونس
مزار سيدة يونس
القصص
حول هذا المزار كثيرة حيث تقول احدى الزائرات لـ"النشرة"، ان هذا المكان
المقدس ظهرت فيه السيدة لرجل من آل يونس كان يختبىء فيه خوفا من حكم الاعدام الذي صدر
بحقه في عهد العثمانيين، فأنقذت العذراء حياته، ومنذ ذلك اليوم تحول مكان ظهور السيّدة
العذراء الى مزار لطلب الشفاعة والمرضى.
وتشير معلومات كنسية ان ايقونة العذراء يوجد
منها نسخة ثانية في دير "مار جرجس" في الكورة.
وحسب
بعض الروايات الشعبيّة المتناقلة أنّ مجهولين حاولوا سرقة هذه الايقونة ولكنهم لحظة
خروجهم من المكان كُسِرَت اقدامهم، وهذا الامر "هو إحدى معجزات" سيدة
"يونس" على ما يروي كاهن ارثوذكسي
بصوت متهدّج يشوبه الإيمان والخشوع.
وايضا
من الروايات ان رجلا سرق الايقونة واخذها معه الى الخارج ولحظة وصوله فتح حقيبته فلم
يجدها ليفاجأ بعد عودته بزمن الى طرابلس ان الأيقونة ما زالت في مكانها.
ويقول
انطون طنّوس المشرف على المزار أنّ المكان يستقبل زوارا من كل انحاء العالم ومن كل
الطوائف والمذاهب لطلب شفاعة العذراء، ويؤكد أنّ مزار السيدة "يونس" يعتبر
اهم معلم سياحي ديني اثري في طرابلس.
إنّ
هذا المزار التاريخي ذكره المؤرخ عمر تدمري في حديث عن "مزار سيدة يونس" للروم الارثوذكس حيث قال أنه يقع في جوار مسجد البرطاسي
وهو بناء من العصر الصليبي، يزوره المؤمنون حتى اليوم، وتظهر الحروف اللاتينية المنقوشة
على عقده.
وورد
أيضًا في كتاب "مساجد وكنائس" أنّ المماليك سمحوا للمسيحيين ببناء مراكز
دينية لهم وكان هذا المزار الذي ما يزال محافظا على معالمه في العمارة اللاتينية وفي
زخرفته والتجويفات التي تزين جدرانه حتى اليوم.
تجدر
الاشارة الى ان مزار "سيدة يونس" يكاد يكون المزار المسيحي الوحيد والتابع
لوقف الروم الارثوذكس في مدينة طرابلس، إلا أنّ أهميته جعلته صامدًا حتى ايامنا هذه
ليكون شاهدا على تنوع المدينة وتاريخها الثقافي والديني الكبير.
اعداد
دموع الأسمر
صور اكثر هنا
صور اكثر هنا
الاثنين، 23 مارس 2015
كاتدرائية القديس جاورجيوس
كاتدرائية القديس جاورجيوس
كنيسة مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس بين عامي 1862 و1873 م.
وتقع
في محلّة الدباغة بالقرب من شارع الكنائس.
وهي أكبر الكنائس القديمة في طرابلس وأضخمها على الإطلاق.
وبها قبّة ضخمة سقطت عدة مرات وأعيد بناؤها[8].
وفي العام 1900 تمّ تشكيل جمعية الأخوية الأرثوذكسية برئاسة البطريرك غريغوريوس حداد ونائبه حنا غريب، وتولّت هذه الجمعية تجديد بناء الأيقونسطاس لكي يتناسب مع ضخامة الكنيسة، وبنت هيكلاً جديداً غاية في الزخرفة والإتقان.
فهو من الرخام المزخرف والمجمّل بنقوش نباتية ومجموعة من الأيقونات وصور القديسين، وأشكال زخرفية ملونة على شكل صلبان. وبأعلى باب الكنيسة كتابة تحمل تاريخ بنائها 1863، واسم بانيها صفورنيوس.
وفي حرم الكنيسة من الجهة الشرقية مقبرة معدّة لرجال الدين الذين عملوا على خدمتها.
وقد روى لنا عبد الله غريب قصّة بناء هذه الكنيسة، فقال: "تاريخ بناء كنيسة مار جرجس في طرابلس الشام التي هي على اسم القديس جاورجيوس بأيام المطران صوفورنيوس، ورياسة سيادة البطريرك إيروسيوس.
فكان وضع الأساس المبارك المقدّس نهار عيد القديس أنطونيوس الكبير، الواقع في السابع عشر من كانون الثاني 1862.
والكنيسة المذكورة أصلها بيت مُشترى من مال أوقاف كنيسة القديس نيقولاوس، وإحسان المسيحيين أصحاب الغيرة الأرثوذكسية، من الخواجة جرجس ابن المرحوم حنا مسعد، ربّنا يهنينا بها، نقلاً عن كتاب الإنجيل المحرر بخط جدنا الياس الغريب رحمه الله. هذه الكنيسة كلّفت الطائفة ما يقرب من خمسة عشر ألف ليرة فرنساوية ذهب.
وفوّضت الطائفة المرحوم جدي عبد الله غريب للاهتمام بالقيام بهذا المشروع الضخم الجبار، وتهافت ذوات الطائفة ورجالها ونساؤها ببذل الإعانات بسخاء وافر وأرباب الصنعة تتبرع بالشغل مجاناً لبعض الأيام.
وما يكاد الأسبوع ينتهي ويصرف جدي للفعلة أجرتهم، ولمواد البناء ثمنها حتى ينفذ المال من الصندوق، فيتأوه متحسّراً لخلو الصندوق من الدراهم.
وما يكاد ينتهي الأسبوع ويأتي نهار السبت، فيعاد صرف الأجر وثمن المواد الأصلية، حتى يكون موجود الصندوق تراكم من إحسان المسيحيين، فيشرح صدرهم.
وهكذا دواليك إلى أن انتهى بناؤها الفخيم..."[9].
اعداد
جومانة بغدادي
صور اكثر هنا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)